كيف تنظر الكنيسة الكاثوليكيّة إلى المثليّة الجنسيّة؟

النصّ المقدّس يشدّد على أنّ الإنسان إمّا أن يكون ذكرًا أو أنثى النصّ المقدّس يشدّد على أنّ الإنسان إمّا أن يكون ذكرًا أو أنثى | مصدر الصورة: xbrchx/Shutterstock

يكثر اليوم الحديث عن ظاهرة المثليّة واستشرائها في بعض المجتمعات بدعوى التحرّر، ويمكن اعتبارها مجموعة من الاضطرابات العاطفيّة التي ينتج عنها سلوك وتصرّفات ودوافع جنسيّة غير طبيعيّة عبر انجذاب شخصٍ إلى آخَر من النوع الاجتماعيّ نفسه.

لتسليط الضوء على رأي الكنيسة الكاثوليكيّة في هذا الشأن، حاورت «آسي مينا» راعي أبرشيّة البصرة الكلدانيّة المطران حبيب هرمز الذي بيَّنَ أنّ الكتاب المقدّس يُخبرنا كيف «خَلَقَ اللهُ الإنسانَ على صورَتِه... ذَكَرًا وأُنثى خلَقَهُم»، ليس بالمعنى المادّي، فالله روح أزليّ لا جسد له، بل بالمعنى الروحيّ الرمزيّ.

المطران حبيب هرمز. مصدر الصورة: إسماعيل عدنان/آسي مينا
المطران حبيب هرمز. مصدر الصورة: إسماعيل عدنان/آسي مينا

وأوضح أنّ النصّ المقدّس يشدّد على أنّ الإنسان إمّا أن يكون ذكرًا أو أنثى. وفي السياق نفسه، قال المسيح: «فمِنْ بَدءِ الخَليقَةِ جَعلَهُما اللهُ ذكَرًا وأُنثى. ولذلِكَ يَترُكُ الرّجُلُ أباهُ وأُمّهُ ويتّحِدُ بامرأتِهِ».

كما يدين سفر التكوين ممارسات قوم لوط في سدوم وعمورة المستحِقّة عقابَ الله. ويشجب بولس الرسول في رسالته إلى روما الوصالَ المثليّ المنافي للطبيعة «فنالوا في أَنْفُسِهِمِ الجَزاءَ الحَقَّ لِضَلالَتِهمِ».

وأضاف هرمز: «لكلّ إنسان عقل وإرادة ومن دونهما لا يُعَدّ مسؤولًا، فنُلاحظ مُضادَّة المثليّين لعلماء النفس خوفًا من تحليل شخصيّاتهم واتّهامهم بأنّهم مرضى، فضلًا عن رفضهم الحوار مع رجال الدين، متستّرين ببعض آيات الكتاب المقدّس، محرّفين معناها ومُخرِجين إيّاها من سياقها».

ونصَحَ بمراجعة المصادر العلميّة للتعرّف إلى أنواع الميول الجنسية غير الطبيعيّة وأشكالها، مذكِّرًا بأنّه «حتّى العام 1990 كانت منظّمة الصحّة العالميّة تضع المثليّة الجنسيّة ضمن قائمة الأمراض النفسيّة ومثلها العبور الجنسيّ المحذوف من قائمة (الأمراض) عام 2018».

ونبّه إلى أنّ ميل الأطبّاء إلى تأييد وجود عوامل وراثيّة، بيولوجيّة، اجتماعيّة وبيئيّة تؤدّي إلى هذه الظاهرة، هو مِن أسباب رفض الكنيسة إدانتهم، موضحًا أنّ المثليّة كميول ليست خطيئة من وجهة نظر الكنيسة، بل تُعَدّ ممارسة الشخص المثليّة الجنسيّة بكامل وعيه ودون سببٍ مَرَضيّ، خطيئةً، كونها تنافي المخطّط الإلهيّ لِجَمع الذكر مع الأنثى.

وبالإشارة إلى قول البابا فرنسيس «يحقّ للمثليّين أن يكونوا ضمن العائلة. إنّهم أبناء الله»، خلص هرمز إلى القول إنّ كلّ إنسان مدعوّ ليكون ابنًا لله، فإن لم يستطع لأسباب خارجة عن إرادته، فالله يدينه لا نحن، مشدِّدًا على عدم السماح للمثليّين بفرض رأيهم على الكنيسة كحال بعض الدول الغربيّة، وداعيًا العائلات التي يُعاني أحد أفراها المثليّة إلى مساعدته لا محاربته، ليعيش سويًّا.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته