بيروت, الخميس 5 يونيو، 2025
تحتفل الكنيسة المقدّسة بتذكار القدّيس قونن وابنه في تواريخ مختلفة، منها 5 يونيو/حزيران من كلّ عام؛ هما من استشهدا حبًّا بالمسيح.
أبصَرَ قونن النور في أواخر القرن الثاني في أيقونية الواقعة في آسيا الصغرى، وتزوّج ورُزِق ولدًا لكنّه ترمّل وهو شابّ، فكرّس حياته للصلاة والتقشّف وقراءة الكتب المقدّسة. وكان يُمضي وقته بعيدًا من ضجيج العالم، في صمت وخشوع. وقد سعى إلى تربية ابنه على أسس الإيمان المسيحيّ، فحصَّنَه بأسمى الفضائل الروحيّة، وبعدها ترقّى ابنُه إلى درجة الشمامسة.
شاخَ قونن وظلّ متجذّرًا بمحبّة المسيح. وفي أحد الأيّام، بينما كانت نيران الاضطهاد في حقّ المسيحيّين مشتعلة، أمَرَ حاكم المدينة بالقبض على قونن البارّ وابنه، وحين فشل في إقناعهما بإنكار المسيح، أمَرَ بتعذيبهما بأبشع الوسائل، فألقاهما الجنود على صحيفة من الحديد، فحملا صليب آلامهما بشجاعة وصبر وفرح. وبينما كان قونن وابنه يتضرّعان إلى الربّ يسوع، علَّقَهما الجنود من أرجلهما، وأضرموا النار فيهما حتّى احترقا، وهكذا استشهدا حبًّا بالمسيح في العام 275.
لِنُصلِّ مع القدّيس قونن وابنه حتّى نتعلّم على مثالهما كيف نسير درب جلجثتنا بفرح وثقة مُطلَقة بالربّ.