من الفاتيكان إلى الكرملين... صوت البابا لاوون يرتفع لأجل السلام

روما, الخميس 5 يونيو، 2025

في تطوّر لافت على خط الفاتيكان-الكرملين، أجرى البابا لاوون الرابع عشر اتصالًا هاتفيًّا بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد ظهر أمس، ركّز على الحرب في أوكرانيا والجهود الإنسانية المرتبطة بها. حمل الاتصال رسائل مباشرة في شأن السلام، وتبادل الأسرى، ودور القيم المسيحية المشتركة في تهدئة النزاع.

وأوضح رئيس دار الصحافة الفاتيكانية ماتيو بروني أنّ الحديث تناول الوضع الإنساني في أوكرانيا والحاجة إلى تسهيل إيصال المساعدات متى دعت الحاجة. وأضاف: «وجّه البابا نداءً إلى روسيا للمبادرة بخطوة تُسهّل مسار السلام، مشدّدًا على أهمية الحوار لإيجاد قنوات تواصل بنّاءة بين الأطراف والسعي نحو حلول للنزاع».

وتطرّق الجانبان إلى الجهود المستمرة لتبادل الأسرى، وإلى القيمة التي يحملها عمل الكاردينال ماتيو ماريا تسوبّي، رئيس أساقفة بولونيا، في هذا الإطار.

وأشار بروني إلى أنّ الحبر الأعظم ذكّر في خلال المكالمة بالبطريرك كيريل، فشكره على التهاني التي وجّهها إليه في مستهلّ حبريته، وأكّد أنّ القيم المسيحية المشتركة يمكن أن تكون نورًا يهدي إلى السلام، ويدافع عن الحياة، ويعزّز الحرية الدينية.

وفي سياق منفصل، التقى الأب الأقدس صباح اليوم كبار المسؤولين والموظفين في أمانة سرّ دولة الفاتيكان. وشدّد أمامهم على أهمية تجسيد الرسالة الكنسية في الواقع المعاصر. وأردف: «نحن متجذّرون في الزمن والتاريخ، لأنّ الله اختار أن يسلك طريق الإنسان ويتكلّم بلغاته، وعلى الكنيسة أن تسير في هذا الدرب أيضًا، كي تصل فرحة الإنجيل إلى الجميع ويُعبَّر عنها في ثقافات اليوم ولغاتها».

 وأضاف أنّ الكنيسة مدعوّة في الوقت عينه إلى الحفاظ على نظرة كاثوليكيّة شاملة، تُقدّر التنوّع الثقافي والحساسيّات المختلفة، لتكون مركزًا حيويًّا ينسج أواصر الشركة بين كنيسة روما والكنائس المحلّية، ويعزّز علاقات الصداقة داخل الأسرة الدولية.

وتوجّه إلى الحاضرين: «شكرًا على الخبرات التي تضعونها في خدمة الكنيسة، وعلى عملكم الذي يجري في الغالب بصمت، وعلى الروح الإنجيلية التي تُلهم هذا العمل».