تللسقف, الجمعة 6 يونيو، 2025
تعيش الكنيسة عَنصرةً جديدة كلّما احتفلت برسامة كهنوتيّة، إذ يحلّ الروح القدّوس على مَن اختاره الربّ ليُكرّسه كاهنًا كي يخدم كنيسته المقدّسة. وتدعونا مناسبة كهذه إلى معرفة الكهنوت على نحوٍ أفضل وأعمق وأشمل، وفق ما نقرأ في طقس رسامة الكاهن بحسب كنيستنا العريقة: «تعالوا نقترب من الكهنوت، مِلح الأرض».
يوضح راعي أبرشيّة ألقوش الكلدانيّة، المطران بولس ثابت، في حديثه لـ«آسي مينا»، كيف يكتشف المُعمّدون، باقترابهم من الكهنوت، أنّهم جميعًا مدعوّون إليه، وأنّ لكلِّ واحدٍ منّهم كهنوته، «فنحن شعبٌ كهنوتيّ، كما يقول بطرس الرسول في رسالته الأولى».
ويُضيف: «لطالما عنى الكهنوت الوساطة ما بين الله والبشر. أمّا نحن فنؤمن بأن "اللهَ واحِد، والوَسيطَ بَينَ اللهِ والنَّاسِ واحِد، وهو إِنْسان، أَيِ المسيحُ يسوعُ" (1 طيمثاوس 2: 5). لذا، فالمقصود بأنّنا كهنةٌ هو أنّ المسيح موجودٌ فينا، فما نحن نحيا بعد، بل المسيح يحيا فينا».
بصفتنا شعب كهنةٍ، نُقدّم المسيح للعالم من خلال مثالنا وحياتنا والتزامنا. «ولأنّ المسيح يُواصل الكشف عن ذاته ومنحها للإنسان دومًا، فقد أقام الكهنوت الخاصّ، أو سرّ الكهنوت، كي يتواصل وجوده معنا من خلال شخصٍ اختاره وميّزه وأفرَزَه من الجماعة»، بحسب ثابت.