وتكشِف: «بعد مرور تسع سنوات تقريبًا على ولادة التوأمتَين، أصيبَت إحداهنّ بإسهال مستمرّ. وبعد إجراء فحوص، تبيَّنَ أنّ ابنتي خسرت الكثير من الفيتامينات من جسمها بسبب الإسهال. وبعد معالجتها، كانت الحالة نفسها تتكرّر».
وتُتابع: «صِرنا نتنقَّل بابنتي من طبيب إلى آخَر، حتّى وصلنا إلى أهمّ مستشفيات بوسطن الأميركيّة، عَلَّنا نفهم ما يجري، فتعدّدت الآراء حول حالتها، إنّما بلا جدوى».
وتُخبِر شعيا: «في أحد الأيّام، حصل لابنتي أمر غريب أدّى إلى اكتشاف سبب مشكلتها، وهو دودة تينيا. لكنّ اكتشافها جاء متأخّرًا، وكأنَّ الله أعمى عيون الأطبّاء عن الحقيقة، حتّى تتجلّى مشيئته. وهكذا ماتت ابنتي كارن في الرابعة عشرة من عمرها».
وتُضيف: «كان الجميع يقولون لي: "لديكِ ملاك في السماء". في بداية الفاجعة، لم أستوعب قولهم، وكنتُ أعاتب الله بقولي: "لماذا عَرَفنا هذه التجربة؟ نحن لم نصنع شرًّا لأحد، ولو كانت العجائب موجودة، لصَنَعها الله مع ابنتي التي لم تفعل سوى أعمال المحبّة في حياتها"».
وتؤكّد: «اليوم، أشكر الله لأنّه أعطاني نعمة العيش مع ابنتي أربعة عشر عامًا. وأشكره أيضًا لأنّه أصبح لديّ ملاك في السماء. أصلّي مع العذراء، وأسألها مُعانَقة ابنتي التي كانت تطلب منّي باستمرارٍ مُعانَقَتَها. وأصلّي مع القدّيسة رفقا لأنّ ابنتي حملت اسمها في المعموديّة، وأصلّي أخيرًا مع القدّيسة تريزيا الطفل يسوع».
وتختِم شعيا: «جرح الغياب لن يطيب البتّة، لكن لأنّ الحياة يجب أن تستمرّ، علينا أن نقوى على أحزاننا من أجل مَن يعيشون معنا، والله يُعزِّينا لنتابع المسيرة».