بيروت, الأحد 15 يونيو، 2025
بعد أشهر على تولّيه منصب رئيس الجمهوريّة اللبنانيّة، يُواجه جوزاف عون قضايا مصيريّة تتعلّق بمستقبل البلاد واستقرارها. وفي قلب التحدّيات الوطنيّة، يبرز خصوصًا ملفّ الوجود المسيحيّ.
يؤكّد انتخاب عون رسوخ الموقع المسيحيّ الأوّل في لبنان والمنطقة. فهذا الانتخاب يعكس قوّة المسيحيّين وشرعيّتهم وتجذّرهم في لبنان ودورهم المحوريّ في الحياة السياسيّة. ويُعتبر انتخابه تأكيدًا لاستعادة المسيحيّين مركزهم السياسيّ الأوّل في العالم العربيّ والإسلاميّ.
ونال الرئيس الجديد خصوصًا دعم البطريرك المارونيّ الكاردينال بشارة بطرس الراعي وتأييدًا نيابيًّا مسيحيًّا كبيرًا، وهو ما يُمثّل شرعيّة مسيحيّة ووطنيّة فائقة الأهمّية. فهذا الدعم يعكس الثقة الكبيرة التي يضعها المسيحيّون في رئيسهم الجديد، بعد فراغ استمرَّ أكثر من عامَين جَعَلهُم توّاقين إلى طيّ صفحة التهميش وغياب تمثيلهم في هذا المنصب.
الرئيس اللبنانيّ هو الرئيس المسيحيّ المارونيّ الوحيد في الشرق الأوسط، وهذا يعكس أهمّية الدور الذي يؤدّيه المسيحيّون في لبنان والمنطقة. ويُتوقّع أن يعمل الرئيس الجديد على تعزيز هذا الدور عبر إعلاء صوت المسيحيّين والاستجابة لمطالبهم الوطنيّة المُحقّة وتحقيق التوازن بين مختلف الطوائف في البلاد.