من أبرز خطابات البابا بولس السادس، كلمته في مؤتمر الأمم المتحدة الأوّل حول البيئة البشريّة في ستوكهولم عام 1972. ففي زمن لم يكُن فيه الوعي البيئيّ قد انتشر بعد، استخدم البابا مفاهيم سبقت عصرها، مؤكّدًا الترابط العميق بين الإنسان وبيئته. وقال: «اليوم، هناك وعي متزايد بأنّ الإنسان وبيئته أكثر ترابطًا من أيّ وقت مضى. فالبيئة تؤثّر بشكل أساسيّ في حياة الإنسان وتطوّره، بينما يعمل الإنسان بدوره على تحسين بيئته وتكريمها من خلال وجوده وعمله وتأمّله».
وأضاف: «لكنّ الإبداع البشريّ لن يعود بفوائد حقيقيّة ودائمة إلّا بقدر احترام الإنسان القوانين التي تحكم الدافع الحيويّ وقدرة الطبيعة على التجدّد. وبالتالي، فإنّ كليهما متّحدان ويشتركان في مستقبل زمنيّ مشترك. لذا، فإنّ الإنسان مُحَذّرٌ من ضرورة استبدال التقدّم المادّي غير المقَيَّد الذي غالبًا ما يكون أعمى ومضطربًا، باحترامٍ جديد للمحيط الحيويّ لمجاله العالميّ الذي أصبح أرضًا واحدة، على حدّ تعبير شعار المؤتمر الرائع».
رسائل يوحنّا بولس الثاني
من جهته، أعلن البابا يوحنّا بولس الثاني القدّيسَ فرنسيس الأسيزيّ شفيعًا للمُعتنينَ بالبيئة. ولم تكُن قضايا البيئة غائبة عن اهتمامه، بل تطرّق إليها في أولى رسائله العامّة «ردِمتور هومينيس» عام 1979، ثمّ عاد ليُشدّد عليها في رسالته العامّة «إنجيل الحياة» سنة 1995، إذ كتب: «على الإنسان مسؤوليّة خاصّة تجاه البيئة التي يعيش فيها، تجاه الخليقة التي وضعها الله في خدمته، من أجل كرامته الشخصيّة وحياته، ليس للحاضر فحسب، بل للأجيال المقبلة أيضًا».
الأسيزي… صديق الخليقة
يُعرَف القدّيس فرنسيس الأسيزيّ بأنّه شفيع الحيوانات والبيئة، وقد دعا إلى العيش في انسجام مع الخليقة، مشدّدًا على ضرورة احترام الطبيعة وحمايتها. كان يتأمّل ويُصلّي وسط الطبيعة، وفيها تعرّف أكثر إلى الله وإلى نفسه.